حساسية الطعام: الأنواع والأعراض والعلاج

تحدث حساسية الطعام عندما يتعرف الجهاز المناعي في الجسم عن طريق الخطأ على البروتينات الموجودة في بعض الأطعمة على أنها تهديد ويؤدي إلى حدوث رد فعل تحسسي. يمكن لأكثر من 170 طعاما أن تسبب ردود فعل تحسسية. تعد البيض والحليب والفول السوداني والمكسرات والأسماك والمحار وفول الصويا والسمسم من بين أكثر مسببات الحساسية الغذائية شيوعا.

تبدأ أعراض حساسية الطعام عادةً في غضون دقائق إلى ساعتين بعد تناول مسببات الحساسية ويمكن أن تتراوح من خفيفة إلى مهددة للحياة. الشرى ومشاكل الجهاز الهضمي هي بعض الأعراض الأكثر شيوعًا.

أنواع حساسية الطعام

هناك فئتان عريضتان من حساسية الطعام:

1. (IgE-mediated) الحساسية التي يسببها الغلوبولين المناعي E.
2. (non-IgE-mediated) الحساسية التي لا يسببها الغلوبولين المناعي E.

في حين تنطوي جميع حساسية الطعام على استجابة من الجهاز المناعي، فإن الأنواع تختلف على أساس كيفية استجابة الجهاز المناعي والمواد الكيميائية التي يطلقها استجابة للتعرض لمسببات الحساسية.

1. (IgE-mediated) حساسية الطعام التي يسببها الغلوبولين المناعي E

تتضمن حساسية الطعام التي يسببها IgE قيام الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة من IgE (الغلوبولين المناعي E). تعمل هذه الأجسام المضادة على تحفيز إطلاق المواد الكيميائية المناعية الالتهابية مثل الهيستامين، مما يسبب أعراض الحساسية.

إقرأ أيضا:كيفية علاج السعال التحسسي

يمكن أن تحدث ردود الفعل التحسسية لمسببات الحساسية الغذائية التي يسببها IgE بعد دقائق إلى ساعتين من التعرض وتشمل الجلد والقلب والرئتين والفم والعينين والأمعاء والدماغ.

2. (non-IgE-mediated) حساسية الطعام التي لا يسببها الغلوبولين المناعي E

تتضمن حساسية الطعام التي لا يسببها IgE مكونات أخرى من الجهاز المناعي في الأمعاء تلعب دورا في ردود الفعل التحسسية. قد تستغرق أعراض حساسية الطعام التي لا يسببها IgE وقتًا أطول للتطور، وأحيانا ما يصل إلى ثلاثة أيام بعد التعرض لمسببات الحساسية. تؤثر في المقام الأول على الجهاز الهضمي ولكنها قد تشمل أيضا الرئتين أو الجلد.

أعراض حساسية الطعام

يمكن أن تتراوح أعراض حساسية الطعام من خفيفة إلى شديدة وقد تهدد الحياة. تظهر الأعراض عادة في غضون دقائق إلى بضع ساعات بعد تناول المواد المسببة للحساسية. تؤثر على أنظمة الجسم المتعددة، بما في ذلك الجلد والدماغ والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.

تتضمن الأعراض المحتملة:

• طفح جلدي أو شرى (نتوءات حمراء وحكة)
• احمرار الجلد
• حكة أو وخز في الفم أو الأنف
• سيلان الأنف
• سعال
• صفير (أصوات صفير عند التنفس)
• تشنج البطن
• تقيؤ
• إسهال
• حكة وعيون دامعة
• دوخة

أعراض الحساسية المفرطة

يمكن أن تسبب حساسية الطعام الحساسية المفرطة (بالانجليزية: Anaphylaxis)، وهي رد فعل شديد قد يهدد الحياة. قد تبدأ بأعراض خفيفة تتفاقم بسرعة بعد تناول مادة مسببة للحساسية. الحساسية المفرطة هي حالة طبية طارئة وتتطلب علاجا فوريا. تشمل الأعراض:

إقرأ أيضا:ما هي الحساسية؟ الأنواع الأعراض الأسباب والعلاج

• شرى
• ضيق في الحلق أو الصدر
• تورم الوجه، بما في ذلك العينين والشفتين والفم واللسان
• أعراض الجهاز الهضمي مثل آلام البطن والغثيان والقيء أو الإسهال
• خفقان القلب
• احتقان الأنف
• صعوبة التنفس أو البلع
• بحة الصوت أو الكلام غير الواضح
• الشعور بالقلق أو الشعور بالهلاك
• فقدان الوعي (الإغماء)

أسباب حساسية الطعام

تحدث حساسية الطعام عندما يخطئ الجهاز المناعي في اعتبار بعض البروتينات الغذائية ضارة، مما يؤدي إلى استجابة مناعية. عندما تعاني من حساسية الأكل، فإن لمس أو تناول أو استنشاق البروتينات الموجودة في بعض الأطعمة يتسبب في إنتاج جهاز المناعة لديك لأجسام مضادة من نوع IgE. ترتبط هذه الأجسام المضادة بنوعين من الخلايا المناعية: الخلايا البدينة والخلايا القاعدية.

يؤدي تناول أو التعرض اللاحق لنفس مسببات الحساسية الغذائية إلى ارتباط مسببات الحساسية بالخلايا المناعية المرتبطة بـ IgE. تطلق الخلايا كميات كبيرة من المواد الكيميائية الالتهابية مثل الهيستامين التي تؤدي إلى أعراض الحساسية.

إقرأ أيضا:ما هي أسباب حساسية الفول السوداني واعراضها

تحدث حساسية الطعام غير المرتبطة بـ IgE عندما يطلق الجهاز المناعي خلايا وبروتينات التهابية، مثل الخلايا التائية والسيتوكينات، التي تضعف الحاجز المعوي الواقي وتسبب التهاب الأمعاء. تشير الأبحاث إلى أن التهاب الأمعاء هذا يسبب الحساسية تجاه بعض بروتينات الطعام لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام غير المرتبطة بـ IgE، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال وتشنجات البطن.

لا يزال الباحثون يستكشفون أسباب حساسية الطعام والعوامل التي تساهم في تطورها، لكن الأدلة تشير إلى أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا.

التشخيص

يعد تشخيص حساسية الأكل عملية معقدة تتطلب خبرة. يقوم هؤلاء الأطباء بتشخيص وعلاج الحساسية والربو وغيرها من الحالات المرتبطة بالمناعة.

سيقوم الطبيب بالإضافة الى إجراء تحليل حساسية الطعام بمراجعة تاريخك الطبي بدقة والاستفسار عن الأعراض والأطعمة المحفزة المحتملة. وهذا يشمل:

• نظامك الغذائي ما هي الأطعمة (إذا كنت تعرفها) التي تسبب أعراض الحساسية
• ما هي الأعراض التي تعاني منها، ومدى سرعة تطورها بعد تناول الطعام (الأطعمة)، ومدة استمرارها
• ما إذا كنت تعاني من أعراض الحساسية في كل مرة تتناول فيها الطعام
• ما هي العلاجات التي تستخدمها (إن وجدت) بعد ظهور أعراض الحساسية

علاج حساسية الطعام

بمجرد تشخيص إصابتك بحساسية الطعام، سيعمل الطبيب معك على وضع خطة علاجية لمنع حدوث ردود الفعل التحسسية وتقليل الأعراض عند حدوثها. قد تتضمن خطة العلاج تجنب المواد المسببة للحساسية ووضع خطة طوارئ.

تجنب المواد المسببة للحساسية

يعد تجنب المواد المسببة للحساسية الغذائية بشكل صارم الطريقة الأكثر فعالية لمنع حدوث ردود الفعل التحسسية. ويتطلب هذا:

• قراءة ملصقات الطعام بعناية عند التسو
• الاهتمام بالمكونات عند تناول الطعام في المطاعم
• فهم مسببات الحساسية المحتملة المخفية داخل الأطعمة المصنعة
• البقاء يقظا بشأن التلامس المتبادل عند تحضير الطعام أو تناول الطعام في المطاعم

الاستعداد للطوارئ

قد يقترح الطبيب وضع خطة عمل طارئة للحساسية المفرطة تحدد الخطوات التي يجب اتخاذها بعد التعرض لمسبب الحساسية الغذائية. قد تتضمن خطتك تعليمات حول التعرف على أعراض الحساسية المفرطة وإعطاء الأدرينالين.

يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام أن يحملوا دائما محقن الأدرينالين التلقائي (EpiPen). يعالج هذا الدواء ردود الفعل التحسسية الشديدة (الحساسية المفرطة) المهددة للحياة. يأتي الأدرينالين في أجهزة حقن أوتوماتيكية مملوءة مسبقا بجرعة واحدة ويمكن أن يكون منقذًا للحياة.

الأدوية

يمكن أن تساعد الأدوية في إدارة أعراض الحساسية الخفيفة بعد التعرض العرضي لمسببات الحساسية. تمنع مضادات الهيستامين مثل بينادريل (ديفينهيدرامين) وزيرتيك (سيتيريزين) الهيستامين، مما قد يساعد في تقليل الأعراض مثل الشرى والحكة وسيلان الأنف.

يقوم مقدمو الرعاية الصحية أحيانًا بإعطاء الكورتيكوستيرويدات في غرفة الطوارئ بعد حدوث رد فعل تحسسي شديد لتقليل الالتهاب ومنع تكرار الأعراض.

العلاج المناعي عن طريق الفم

يتضمن العلاج المناعي عن طريق الفم لحساسية الطعام إدخال كميات متزايدة تدريجيًا من مسببات الحساسية الغذائية تحت إشراف طبي. والهدف هو إزالة حساسية الجهاز المناعي، مما قد يقلل أو يزيل الاستجابة التحسسية.

بالفورزيا هو العلاج المناعي الفموي الوحيد المعتمد من إدارة الغذاء والدواء. وهو متاح حاليا فقط للأشخاص الذين يعانون من حساسية الفول السوداني وقد يقلل من تكرار وشدة أعراض الحساسية في حالة التعرض العرضي.

العلاج البيولوجي

يستهدف العلاج البيولوجي الغلوبن المناعي (IgE) ويمنع الأجسام المضادة التي تؤدي إلى تفاعلات الحساسية الغذائية. Xolair (omalizumab) هو دواء قابل للحقن حائز على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للبالغين والأطفال المصابين بحساسية الطعام. قد تساعد حقنة واحدة من Xolair مرة واحدة كل 2-4 أسابيع في زيادة تحمل مسببات الحساسية وتقليل خطر حدوث تفاعلات الحساسية.

كيفية منع حساسية الاكل

لا توجد طريقة معروفة لمنع حساسية الاكل في مرحلة البلوغ، ولكن الأدلة الناشئة تشير إلى أنه قد يكون من الممكن منعها عند الرضع والأطفال.

• التقديم المبكر: قد يساعد تقديم الأطعمة المسببة للحساسية المحتملة، مثل الفول السوداني والبيض، أثناء الرضاعة على تقليل خطر الإصابة بالحساسية تجاه هذه الأطعمة. يوصي الخبراء بتقديم أشكال آمنة من الفول السوداني والأطعمة المسببة للحساسية الأخرى عندما يكون الأطفال مستعدين للأطعمة الصلبة، وعادة ما يكون عمرهم من 4 إلى 6 أشهر.
• الرضاعة الطبيعية: تشير بعض الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تحمي من الحالات التحسسية، بما في ذلك حساسية الاكل.

يتطلب التعامل مع الحساسية الغذائية إدارة دقيقة ويقظة

يتطلب التعامل مع الحساسية الغذائية إدارة دقيقة ويقظة، ولكن لا يجب أن يحد ذلك من جودة حياتك. يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بالحساسية الغذائية أن يعيشوا حياة كاملة ونشطة من خلال تجنب المواد المسببة للحساسية الغذائية ووضع خطة طوارئ في حالة التعرض العرضي.

تحدث إلى مقدم الطبيب الخاص بك إذا كان التوتر و القلق المرتبط بحساسيتك الغذائية يؤثر على حياتك اليومية. يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك أن يزودك بالمعلومات التي تحتاجها وإيجاد الموارد لمساعدتك في إدارة الحياة مع الحساسية الغذائية.