عيون

أسباب انحراف العين وأنواعه وطرق التعامل معه

أسباب انحراف العين وأنواعه

انحراف العين، أو ما يُعرف طبيًا بالحول، هو أحد اضطرابات الرؤية الشائعة التي قد تصيب الأطفال أو الكبار على حد سواء، وتؤثر بشكل مباشر على القدرة على تركيز النظر في نفس الاتجاه بكلتا العينين. هذه الحالة قد تكون مزعجة من الناحية البصرية والنفسية، وتستدعي الاهتمام والعلاج. في هذا المقال، نستعرض كل ما تحتاج معرفته حول أسباب انحراف العين وأنواعه، مضاعفاته، إضافة إلى إجابة تساؤلات مهمة مثل: هل انحراف العين يزيد مع الوقت؟ وهل هو خطير؟

ما هو انحراف العين؟

انحراف العين (بالانجليزية: Strabismus) هو اختلال في توجيه العينين، بحيث تنظر كل عين إلى اتجاه مختلف. هذا الخلل يؤدي إلى إرسال صورتين مختلفتين إلى الدماغ، ما قد يسبب ازدواجية في الرؤية، أو يجعل الدماغ يتجاهل الصورة القادمة من العين المنحرفة لتجنب التشويش، مما يؤدي إلى كسل العين.

أسباب انحراف العين

تتعدد أسباب انحراف العين حسب المرحلة العمرية والعوامل الصحية المحيطة، وأبرزها:

1. العوامل الوراثية

تلعب الوراثة دورًا مهمًا، فقد يُولد الطفل بانحراف في العين إذا كان أحد الوالدين أو أفراد العائلة يعاني من الحالة.

2. مشاكل عضلية أو عصبية

ضعف أو شلل في عضلات العين أو في الأعصاب المسؤولة عن التحكم في حركتها، كالعصب الثالث، الرابع، أو السادس، قد يسبب الحول.

3. اضطرابات في الرؤية

مشاكل مثل طول النظر أو قصر النظر غير المصححة قد تؤدي إلى إجهاد العينين، وبالتالي حدوث انحراف، خاصة عند الأطفال.

4. أمراض جهازية

منها السكري، ارتفاع ضغط الدم، التصلب اللويحي، وأمراض الغدة الدرقية، وجميعها يمكن أن تؤثر على الأعصاب أو العضلات المسؤولة عن حركة العين.

5. إصابات الرأس أو الدماغ

أي إصابة مباشرة في الدماغ أو الجمجمة قد تؤثر على الأعصاب المتحكمة بحركة العين.

6. التوتر والإجهاد

في بعض الحالات النادرة، قد يظهر انحراف بسيط مؤقت بسبب التوتر الشديد أو الإرهاق أو قلة النوم.

أنواع انحراف العين

لفهم الحالة بشكل أدق، لا بد من التعرف على الأنواع الشائعة لانحراف العين:

  • الحول الداخلي (Esotropia): عندما تنحرف العين إلى الداخل.
  • الحول الخارجي (Exotropia): عندما تنحرف العين إلى الخارج.
  • الحول العمودي (Vertical Strabismus): عندما تتحرك إحدى العينين للأعلى أو للأسفل.
  • الحول المتقطع: يظهر فقط في بعض الأحيان، مثل عند الإرهاق.
  • الحول الدائم: يظهر بشكل مستمر ويحتاج تدخلًا طبيًا.

هل انحراف العين يزيد مع الوقت؟

الإجابة تعتمد على عدة عوامل، منها:

  • إذا لم يُعالج: يمكن أن يزداد انحراف العين سوءًا، خاصة لدى الأطفال في مرحلة النمو.
  • مع الإجهاد البصري المستمر: قد يزداد الانحراف لدى البالغين إذا لم يتم ارتداء النظارات المناسبة أو استخدام العينين بشكل صحيح.
  • إذا كان ناتجًا عن حالة مرضية: مثل مرض عصبي، فإن الحالة قد تتطور مع تطور المرض.

لذلك، المتابعة المبكرة والمنتظمة ضرورية لتجنب تفاقم المشكلة.

هل انحراف العين خطير؟

في بعض الحالات، قد لا يكون الحول خطيرًا من الناحية الصحية، لكنه قد يسبب:

  • ضعف في الرؤية الثنائية (3D)
  • كسل العين
  • ازدواجية في الرؤية
  • مشاكل نفسية واجتماعية، خاصة عند الأطفال

وفي حالات أخرى، خاصة عند البالغين، قد يكون انحراف العين علامة على مشكلة عصبية خطيرة كالسكتة الدماغية أو الورم.

أسباب انحراف العين المفاجئ

يحدث انحراف العين المفاجئ غالبًا نتيجة خلل عصبي أو صدمة، ومن أبرز أسبابه:

  1. الجلطات الدماغية
  2. شلل الأعصاب القحفية
  3. إصابات الرأس أو الدماغ
  4. أورام الدماغ أو التهابات الجهاز العصبي
  5. مرض السكري أو ارتفاع الضغط المزمن
  6. الوهن العضلي الوبيل
  7. تسمم أو استخدام أدوية تؤثر على الأعصاب

يُعد الانحراف المفاجئ حالة طارئة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.

علاج انحراف العين

يعتمد علاج الحول على السبب وشدة الحالة، وتتضمن الخيارات:

  • نظارات طبية أو عدسات لاصقة
  • علاج كسل العين (بإغلاق العين السليمة مؤقتًا)
  • تمارين بصرية
  • حقن البوتوكس (في بعض الأنواع)
  • الجراحة لتعديل عضلات العين

الاختيار بين هذه العلاجات يتم بناءً على تقييم طبي شامل من طبيب العيون المختص.

هل يمكن علاج انحراف العين في المنزل؟

العلاجات المنزلية لا تغني عن العلاج الطبي، لكن يمكن دعم الحالة من خلال:

  • تمارين تقوية عضلات العين (بعد استشارة الطبيب)
  • الحد من وقت الشاشات
  • اتباع نظام غذائي غني بفيتامين A و B12
  • النوم الكافي وتقليل التوتر

نصائح للوقاية من تفاقم انحراف العين

  • فحص النظر بشكل دوري للأطفال
  • معالجة مشاكل العيون مبكرًا
  • الاهتمام بالتغذية الجيدة وصحة الجهاز العصبي
  • طلب استشارة طبية عند ظهور أي أعراض غير طبيعية في النظر

انحراف العين ليس مجرد مشكلة شكلية، بل قد يكون عرضًا لمشكلة صحية أعمق، تؤثر على جودة الحياة والرؤية. سواء ظهر منذ الطفولة أو بشكل مفاجئ في الكبر، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب هما مفتاح تحسين الحالة ومنع مضاعفاتها. لا تتردد في استشارة طبيب العيون عند ملاحظة أي انحراف في العين أو تغير في الرؤية.

السابق
 أسهل طريقة لحفظ جدول الضرب
التالي
أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة وعلاجها