القلب والشرايين

ما هي أسباب أمراض القلب؟

أسباب أمراض القلب

مرض القلب هو مصطلح شامل يصف أي حالة قلبية تؤثر على عمل القلب وأوعيته الدموية. تندرج العديد من الحالات تحت أمراض القلب. وتشمل هذه الحالات مرض الشريان التاجي (CAD)، واضطراب نظم القلب (عدم انتظام ضربات القلب)، والنوبات القلبية، وفشل القلب، وغيرها.

لسوء الحظ، يمكن أن تكون بعض أمراض القلب ”قاتلة صامتة“، مما يعني أنك لا تلاحظ أي أعراض حتى تتطور الحالة. تعتمد أسباب أمراض القلب على نوع المرض الذي تعاني منه. ولكن، يمكن أن تزيد حالات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والإفراط في تناول الكحول والتبغ وتناول نظام غذائي سيئ من خطر الإصابة بعدد من أمراض القلب.

أسباب أمراض القلب

نظرًا لأن أمراض القلب تشمل أنواعًا مختلفة، فإن السبب (الأسباب) الدقيقة تعتمد على نوع مرض القلب الذي تعاني منه. أكثر أمراض القلب شيوعا هي حالة تُسمى مرض الشريان التاجي (CAD)، والتي تحد من تدفق الدم إلى القلب.

هناك سبب رئيسي واحد لمرض الشريان التاجي وأمراض القلب المشابهة: تراكم اللويحات. اللويحة عبارة عن مادة دهنية وشمعية تتكون من الكوليسترول والكالسيوم والمعادن الأخرى. عندما تبدأ اللويحات في النمو في شرايين القلب (الأوعية الدموية)، يمكن أن تقيد تدفق الدم وتمنع الأكسجين من الذهاب إلى القلب والخروج منه.

إقرأ أيضا:10 طرق للحفاظ على صحة القلب

يُعد ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والتدخين من أكثر العوامل شيوعًا التي تساهم في تراكم اللويحات في قلبك.

ارتفاع ضغط الدم

ضغط الدم هو مقدار القوة التي يضغط بها الدم على جدران الشرايين أثناء تدفق الدم عبرها. إذا كان ضغط الدم مرتفع، يحتاج قلبك إلى ضخ الدم بقوة أكبر لدفع الدم عبر الشرايين. يمكن أن تؤدي هذه القوة والضغط الزائد في قلبك إلى تسريع تراكم اللويحات التي يمكن أن تتلف الشرايين. ونتيجة لذلك، تبدأ الشرايين في التضيق، مما يجعل من الصعب على قلبك ضخ الدم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

ارتفاع الكوليسترول

ليس كل الكوليسترول ضارا لك – في الواقع، أنت بحاجة إلى الكوليسترول الجيد لمساعدة جسمك على تكوين الخلايا والهرمونات. هناك نوعان من الكوليسترول: كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL). يُعرف كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) بالكوليسترول ”الجيد“، بينما يُعرف كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) بالكوليسترول ”الضار“. يمكن أن تؤدي الزيادة في كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة إلى تراكم اللويحات والحد من وظيفة الشرايين.

التدخين

يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في السجائر وأشكال التبغ الأخرى أن تسبب التهاب الشرايين. عندما تصبح الشرايين ملتهبة، تبدأ الشرايين في التضيّق وتزيد من خطر تراكم اللويحات. تشير الأبحاث أيضًا إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا للتدخين السلبي (أو استنشاق الدخان المنبعث من سجائر شخص آخر) يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

إقرأ أيضا:10 طرق للحفاظ على صحة القلب

أمراض تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

إن الإصابة بحالات صحية أخرى قد تزيد أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب.

مرض السكري

يحدث مرض السكري عندما لا يتمكن البنكرياس من إنتاج ما يكفي من الأنسولين – وهو هرمون يساعد جسمك على تحويل الجلوكوز (أو السكر) إلى طاقة. ونتيجة لذلك، فإن وجود الكثير من الجلوكوز في جسمك لفترات طويلة من الوقت يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعضاء بشكل كبير، بما في ذلك مشاكل في القلب والشرايين. كما أن الأشخاص المصابين بمرض السكري هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول – وهما السببان الرئيسيان لتراكم اللويحات في قلبك.

أمراض الكلى

الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بأمراض الكلى هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. الكلى هي المسؤولة عن تصفية الدم. عندما تصاب الكليتان بالضعف، يمكن أن تتراكم الفضلات الضارة في الأوعية الدموية – بما في ذلك الكوليسترول ورواسب الكالسيوم، مما قد يؤدي إلى انسداد الشرايين.

أمراض المناعة الذاتية

تتسبب أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو داء كرون أو الذئبة، في حدوث التهاب في جسمك. إذا تطورت هذه الحالات، يمكن أن يصل الالتهاب إلى القلب ويؤثر على عمل الأوعية الدموية. تشير الأبحاث أيضا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية لديهم أيضا عوامل الخطر التقليدية لأمراض القلب، مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم.

إقرأ أيضا:10 أطعمة مفيدة للقلب

عوامل الخطر المرتبطة بأسلوب الحياة

يمكن أن تجعلك بعض عادات نمط الحياة عرضة للإصابة ببعض أنواع أمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي. والخبر السار هو أنه في معظم الحالات، لديك بعض السيطرة على عوامل الخطر هذه ويمكنك إجراء تعديلات على نمط حياتك لتقليل خطر الإصابة بالمرض.

  • السمنة: الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب لأنهم معرضون لخطر متزايد للإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري.
  • النظام الغذائي: يمكن أن يؤدي تناول نظام غذائي غني بالملح والسكريات المضافة والدهون إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول – مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • نمط الحياة: عدم الحصول على نشاط بدني كافٍ طوال اليوم (مثل الجلوس لمعظم اليوم والمشي أقل من 5000 خطوة) قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. توصي جمعية القلب الأمريكية بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة أسبوعيًا لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • الكحول: يمكن أن يؤدي شرب الكثير من الكحول إلى ارتفاع ضغط الدم وإضعاف عضلة القلب. يرتبط تناول الكحول أيضًا بارتفاع معدلات الإصابة باضطراب نظم القلب.
  • قلة النوم: النوم مهم لطاقتك طوال اليوم ولعمل قلبك. توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن يحصل البالغون على سبع إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة. يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2 والسمنة، والتي ارتبطت جميعها بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب.
  • الإجهاد: يتعامل الجميع مع الإجهاد، ولكن كيفية إدارته يمكن أن تؤثر على صحة قلبك. قد يؤدي سوء إدارة الإجهاد إلى سلوكيات مثل التدخين وشرب الكحول والإفراط في تناول الطعام أو تناول القليل منه وقلة النشاط البدني. نتيجة لهذه السلوكيات، قد تكون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول، والتي يمكن أن تزيد جميعها من خطر الإصابة بأمراض القلب.

هل أمراض القلب وراثية؟

أنت أكثر عرضة للإصابة بمرض القلب إذا كان أحد والديك مصابا. يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالتعرف على تاريخ عائلتك المرضي مع أمراض القلب وملاحظة العمر الذي تم فيه تشخيص أقاربك بالإصابة بالمرض. يمكن أن يساعدك ذلك أنت ومقدم الرعاية الصحية الخاص بك على الانتباه لعوامل خطر معينة ومراقبة صحة قلبك في وقت مبكر.

يعاني بعض الأشخاص المصابين بأمراض القلب من حالة تسمى أمراض القلب الخلقية (CHD) – وهي حالة قلبية تحدث عند الولادة. لا يعرف الباحثون الطبيون والأطباء السريريون دائمًا سبب إصابة الطفل بعيب خلقي في القلب بالضبط، لكن بعض الأبحاث تشير إلى وجود طفرة جينية وعوامل خطر وراثية.

يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بمرض القلب التاجي إذا:

  • كان أحد الوالدين أو كلاهما مصابا أيضًا بمرض القلب التاجي
  • كان أحد الوالدين أو كلاهما لديه تاريخ شخصي لحالات صحية أخرى مثل السكري أو الحصبة الألمانية
  • كان أحد الوالدين يدخن أو يشرب الكحول أثناء الحمل

مراجعة سريعة

مرض القلب هو مصطلح شامل يغطي مجموعة واسعة من أمراض القلب والأوعية الدموية. الضرر الأساسي الذي يلحق بوظيفة الشرايين هو تراكم اللويحات. يمكن أن تتطور اللويحات بسبب ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والتدخين. كما يمكن أن تزيد حالات أخرى مثل داء السكري وأمراض الكلى وأمراض المناعة الذاتية من خطر الإصابة بأمراض القلب.

كما يمكن لبعض عوامل نمط الحياة، مثل قلة النشاط البدني والسمنة واتباع نظام غذائي سيء أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

إذا كنت تعتقد أنك قد تكون معرضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب أو كنت تعاني من أعراض، فمن الجيد التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. بإمكانه أن يساعدك على البدء في عملية التشخيص ويساعدك على تعلم طرق لتقليل خطر الإصابة بالمرض وتطوره.

السابق
كيف تعرف ما إذا كنت تحافظ على صحتك العقلية؟
التالي
ما هو مرض القلب؟