يمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم للحامل (hypertension) من خطر حدوث مضاعفات على الحامل والطفل. ويمكن أن يؤثر ارتفاع الضغط أثناء الحمل على نمو المشيمة، التي توفر العناصر الغذائية والأكسجين للطفل. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وانفصال المشيمة، ومضاعفات أخرى للطفل.
يعاني ما يصل إلى 8% من الأمهات حول العالم من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، ويعاني حوالي 2% منهن من ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة.
ومع ذلك، مع الإدارة السليمة لارتفاع ضغط الدم، يمكن للحامل المصابة بهذه الحالة تقليل خطر هذه المضاعفات. سيقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك أيضا بمراقبة حالتك وحملك عن كثب إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم.
أقسام المقالة
ارتفاع ضغط الدم والخصوبة
مشاكل الخصوبة المرتبطة بارتفاع ضغط الدم يمكن أن تؤثر على كلا الوالدين. إلى جانب الحالة نفسها، يمكن أن يكون للأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم تأثير على الخصوبة أيضا.
وجد أن الإناث اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم يواجهن صعوبة أكبر في الحمل. كشفت إحدى الدراسات أن خطر فقدان الحمل، أو الإجهاض، يزيد بنسبة 18% لكل زيادة بمقدار 10 ملم زئبق في ضغط الدم الانبساطي لدى الشخص.
إقرأ أيضا:هل التوتر يرفع الضغط؟كما تم ربط ارتفاع ضغط الدم المزمن قبل الحمل بسوء جودة البويضات بسبب الإفراط في إنتاج هرمون الاستروجين، المعروف أنه يؤثر على الخصوبة.
هل ارتفاع ضغط الدم وراثي؟
ترتبط ما يقدر بنحو 30% إلى 50% من حالات ارتفاع الضغط بالوراثة. تأكدي من التحدث مع طبيبك حول تاريخ عائلتك وأي مخاطر صحية قد تتعرضين لها إذا كنت تحاولين الحمل، خاصة إذا كنت تواجهين مشكلة في الحمل.
ارتفاع ضغط الدم للحامل
ارتفاع ضغط الدم للحامل قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل.
يمكن حدوث ارتفاع ضغط الدم للحامل إما كاستمرار لمشكلة مزمنة كنت تعانين منها قبل الحمل أو كمشكلة جديدة تتطور أثناء الحمل، والتي تسمى ارتفاع ضغط الدم الحملي أو تسمم الحمل.
تحدث اضطرابات ارتفاع ضغط الدم في 6% إلى 8% من حالات الحمل حول العالم.
المخاطر
ارتفاع ضغط الدم للحامل يمكن أن يمنع المشيمة من تلقي كمية كافية من الدم، مما قد يؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة. يمكن أن تحدث مضاعفات أخرى في الحالات القصوى بما في ذلك:
إقرأ أيضا:أسباب ارتفاع ضغط الدم- حدوث نوبات عند الأم
- سكتة دماغية
- فشل كلوي
- مشاكل في الكبد
- مشاكل تخثر الدم
- انفصال المشيمة، حيث تبتعد المشيمة عن جدار الرحم، مما يسبب ضيقا للطفل ونزيفا لدى الأم
- الولادة المبكرة للطفل
علاج ارتفاع ضغط الدم للحامل
يعتمد علاج ارتفاع ضغط الدم للحامل على معدل الضغط لدى المرأة، ويمكن أن تكون هناك تحديات حتى في حالة استخدام الأدوية.
من الناحية المثالية، يجب أن تكون المرأة الحامل قد توقفت بالفعل عن التدخين أو تناول الكحول. تشمل تغييرات نمط الحياة الأخرى التي يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم التغييرات الغذائية مثل الحد من تناول الملح وممارسة الرياضة، ولكن يجب أن يتم ذلك فقط تحت إشراف الطبيب. قد يكون الحد من التوتر والتأمل مفيدا أيضا.
تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج ارتفاع ضغط الدم للحامل ما يلي:
- ميثيل دوبا
- لابيتالول
- بروكارديا (نيفيديبين)
قد يوصي الطبيب أيضا بمزيد من الزيارات قبل للولادة، والموجات فوق الصوتية، والمزيد من الاختبارات مثل مراقبة معدل ضربات قلب طفلك أو نشاطه لضمان صحة الطفل.
إقرأ أيضا:أسباب ارتفاع ضغط الدمأيضا: هل البطيخ يرفع الضغط
أعراض مقلقة
إذا أصبح ضغط دمك مرتفعا، كما هو الحال مع تسمم الحمل، فقد تواجهين أعراضا قد تشير إلى مضاعفات أكثر خطورة لحملك.
تشمل علامات وأعراض ارتفاع ضغط الدم الشديد ما يلي:
- ضغط الدم أعلى من 160/110 ملم زئبق
- ضعف وظائف الكبد أو الكلى
- زيادة مستويات البروتين في عينات البول
- انخفاض عدد الصفائح الدموية
- صداع حاد
- تغيرات الرؤية
ما هو معدل ضغط الدم الطبيعي أثناء الحمل؟
من المتوقع حدوث بعض الزيادات في الضغط لأن حجم الدم سيزداد وسيكون الحمل أكثر صعوبة على نظام القلب والأوعية الدموية بشكل عام. ضغط الدم الطبيعي هو أن يكون ضغط الدم الانقباضي أقل من 120 ملم زئبق وضغط الدم الانبساطي أقل من 80 ملم زئبق.
توصي الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) بعلاج ارتفاع ضغط الدم إذا كان ضغط الدم الانقباضي لديك 160 ملم زئبق أو أعلى أو إذا كان ضغط الدم الانبساطي لديك 110 ملم زئبقي أو أعلى. في بعض الأحيان يوصى بالعلاج بمستويات أقل عند النساء اللاتي لديهن عوامل خطر أخرى.
لا توجد طريقة واضحة للوقاية من تسمم الحمل، ولكن قد يُنصح الأشخاص الأكثر عرضة للخطر بتناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميا بعد 12 أسبوعا من الحمل لتقليل فرص الإصابة بهذه الحالة.
في الحالات الشديدة، قد يقرر الطبيب الخاص بك ولادة طفلك. هذا قرار بينك وبين طبيبك بناءً على المخاطر الفردية الخاصة بك وكيفية تأثير ضغط الدم على صحتك وعلى طفلك.
ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة
حتى بعد الولادة، سيستمر الطبيب الخاص بك في مراقبة ضغط دمك عن كثب. يتغير حجم الدم ومستويات السوائل بشكل كبير في فترة ما بعد الولادة، وهذا يمكن أن يسبب تقلبات كبيرة في الضغط. يمكن أن يتطور تسمم الحمل لمدة تصل إلى ستة أسابيع بعد الولادة.
التأثير على التعافي
إذا تعرضت لمضاعفات ارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا تطورت إلى أشياء مثل تخثر الدم أو تسمم الحمل، فقد لا يتم إخراجك من المستشفى على الفور.
في بعض الحالات، قد يصبح ارتفاع ضغط الدم الذي يتطور أثناء الحمل مزمنا. في حوالي 10% من الحالات، قد يجد طبيبك سببا آخر لارتفاع ضغط الدم بعد الولادة، ولكن إذا استمر ارتفاع الضغط، فقد تحتاجين إلى أدوية خافضة للضغط.
الرضاعة الطبيعية
عادةً ما يتم إفراز الأدوية المستخدمة للتحكم في ضغط الدم في حليب الثدي بمستويات منخفضة جدا لن تؤذي طفلك، ولكن هناك بعض الأدوية التي يفضل الأطباء تجنبها ليكونوا أكثر حذرا. وتشمل هذه نورفاسك (أملوديبين)، ومدرات البول، وتينورمين (أتينولول)، وميثيل دوبا.
يمكن أن تسبب هذه الأدوية اكتئاب ما بعد الولادة أو انخفاض إنتاج الحليب للأمهات المرضعات. وهذا يعني أن الأدوية التي يتم تناولها للتحكم في ضغط الدم أثناء الحمل، مثل ميثيل دوبا، قد يتعين استبدالها بأدوية أخرى بعد الولادة.
تشمل الأدوية المقترحة لعلاج ضغط الدم لدى الأمهات المرضعات ما يلي:
- لابيتالول
- بروكارديا (نيفيديبين)
- إنالابريل
الخلاصة
يمكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الضغط على الخصوبة لدى الذكور والإناث، مما يزيد من صعوبة الحمل. يمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم للحامل من خطر حدوث مضاعفات لك ولطفلك. إن الحفاظ على ضغط دمك تحت السيطرة يمكن أن يقلل من هذا الخطر، وسيساعدك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك على التوصل إلى أفضل خطة أثناء الحمل وبعده.
يمر جسمك بالكثير من التغييرات أثناء الحمل. حتى لو لم تكن لديك أي مشاكل صحية مثل ارتفاع الضغط قبل الحمل، فإن الضغط الناتج عن زيادة حجم الدم الناتج عن الحمل والضغط على نظام القلب والأوعية الدموية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جديدة.
إذا كنتِ تعانين من ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو إذا أصبت بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، فسوف يراقب مقدم الرعاية الصحية ضغط دمك عن كثب طوال فترة الحمل وبعدها.
سينصحك طبيبك إذا كانت هناك حاجة لتغييرات في نمط الحياة أو أدوية للتحكم في ضغط الدم ومنع المضاعفات. اتصلي بطبيبك على الفور إذا كنتِ تعانين من صداع شديد أو أعراض أخرى لارتفاع ضغط الدم الشديد أثناء الحمل.