من الواضح أن فقدان الوزن لا يقتصر على السعرات الحرارية الداخلة والخارجة، ولكن ما هي تلك الديناميكيات الأخرى التي تلعب دورا؟ هل الالتهابات تسبب زيادة الوزن؟
تشير الأبحاث إلى أن تقليل الالتهاب هو خطوة أولى جيدة لفقدان الوزن على المدى الطويل. ولكن كيف يمنع الالتهاب الجسم من فقدان الوزن على وجه التحديد؟ سأوضح العلاقة، بالإضافة إلى خمس طرق لمنع الالتهاب من خنق أهدافك في إنقاص الوزن.
أقسام المقالة
ما هو الالتهاب؟
الالتهاب هو جزء من دفاعات الجسم الطبيعية – عندما يتورم الجرح ويتحول إلى اللون الأحمر، فهذا يعني أن الالتهاب يعمل على شفائك. ولكن عندما يصبح الالتهاب مزمنا، بسبب عوامل مثل سوء التغذية والتدخين، فإنه يمكن أن يسبب مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والتهاب المفاصل (بما في ذلك التهاب المفاصل الصدفي) والسرطان وحتى الاكتئاب.
الالتهابات ووزن الجسم
عندما يكون الالتهاب موجودًا، قد لا يحرز أحدا تقدمًا يذكر في إنقاص الوزن. فيما يلي نظرة موجزة على كيفية ارتباط الالتهاب بالوزن.
تزداد الالتهابات مع زيادة الوزن
ترتبط زيادة الوزن بزيادة الالتهابات في الجسم. وجدت دراسة نشرتها Elsevier أن مستويات أحد مؤشرات الالتهابات الرئيسية في الدم والمعروفة باسم البروتين التفاعلي سي (CRP) تزداد مع زيادة الوزن. ويبدو أن هذا الالتهاب ينجم عن التغيرات الهرمونية والتمثيل الغذائي ويبقى حتى فقدان الوزن الزائد.
إقرأ أيضا:هل البطيخ يزيد الوزن أم ينقص الوزنالالتهاب وزيادة الوزن يؤديان إلى مقاومة الأنسولين
يمكن أن يؤدي الالتهاب في الجسم إلى مقاومة الأنسولين. ويرجع ذلك إلى المركبات الالتهابية التي تعوق طريقة عمل الأنسولين. ويؤدي هذا إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز، فضلاً عن تراكم الدهون في الكبد مما يساهم بشكل أكبر في مقاومة الأنسولين. ويمكن أن تبدأ هذه المركبات في تغذية بعضها البعض، مما يتسبب في حلقة مفرغة: فزيادة الوزن تسبب المزيد من مقاومة الأنسولين، ومقاومة الأنسولين تؤدي إلى المزيد من زيادة الوزن.
زيادة الوزن تؤدي إلى مقاومة اللبتين
اللبتين هو هرمون رئيسي يخبر الدماغ متى يأكل ومتى يتوقف عن الأكل ومتى يسرع أو يبطئ عملية التمثيل الغذائي. ومع ذلك، تشير الأبحاث التي نشرتها المجلة الدولية للعلوم الجزيئية إلى أن عمل اللبتين يتغير مع زيادة الوزن والالتهابات. والنتيجة هي أن الدماغ لا يحصل على ردود فعل مناسبة، لذلك تظل مستويات اللبتين منخفضة مما يؤدي إلى زيادة الشهية وإبطاء عملية التمثيل الغذائي (كما لو كان الجسم يتضور جوعًا)، مما يجعل محاولات إنقاص الوزن أكثر صعوبة.
إن التركيبة الالتهابية المتمثلة في زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين ومقاومة اللبتين تتراكم على بعضها البعض، ولكن قد تتفاقم أيضًا بسبب أشياء مثل التوتر وقلة النوم وتناول الأطعمة المصنعة.
إقرأ أيضا:هل الأرز يزيد الوزنكيفية تقليل الالتهابات وفقدان الوزن
إذا كنت تعاني من الوزن الزائد، فمن المحتمل أنك تعاني من مستوى معين من الالتهابات أو من ارتفاع نسبة الالتهاب في الجسم، مما يجعل جسمك مجهداً. في مثل هذه الحالة، يكون تركيز الجسم الأساسي في هذه الحالة هو الشفاء، وليس فقدان الوزن.
لذلك، من الضروري تقليل الالتهاب والمهيجات المحتملة الأخرى لمساعدة الجسم على العودة إلى ظروف عمل صحية أكثر.
تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة
تعتبر المواد الكيميائية والمواد المضافة والألوان والسكريات المضافة والمركبات الأخرى الموجودة في الأطعمة المصنعة مصادر محتملة للالتهابات. إن تجنب هذه المكونات عن طريق اختيار المزيد من الأطعمة الكاملة والمنتجات المعالجة بشكل بسيط هو المفتاح لتقليل الالتهاب وفقدان الوزن. عند شراء منتج معبأ، ألق نظرة على قائمة المكونات. هل تعكس ما قد تستخدمه إذا كنت تقوم بتحضير الطعام من الصفر، دون الكثير من الإضافات؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فمن المحتمل أن يكون منتجًا معالجًا بشكل بسيط. إذا لم يكن كذلك، فحاول اختيار شيء آخر.
تناول الأطعمة والدهون المضادة للالتهابات
من المهم أيضًا تجديد الطاقة بالأطعمة التي تحتوي على مركبات مضادة للالتهابات مثل مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية وأحماض أوميجا 3 الدهنية. تعد الخضراوات والفواكه والمكسرات والبذور والأسماك والدهون الصحية، مثل الزيوت النباتية والمكسرات و الأفوكادو، مصادر جيدة لهذه العناصر.
إقرأ أيضا:هل الأرز يزيد الوزنلذا، تناول الكثير من الخضراوات الورقية والخضروات الصليبية مثل القرنبيط والبروكلي، وتناول التوت والمكسرات، وأدرج الأسماك الدهنية مثل السلمون في قائمتك مرتين في الأسبوع واستخدم كميات معتدلة من الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون البكر الممتاز.
النوم جيدا
هل تعلم أن العديد من المتخصصين في مجال الصحة يعتبرون الآن أن النوم لا يقل أهمية عن النظام الغذائي والنشاط البدني لفقدان الوزن؟ تحتاج أجسام البالغين إلى ما يقرب من 7 إلى 8 ساعات من النوم المتواصل في معظم الليالي للراحة والإصلاح وإعادة الشحن لليوم التالي. إن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم بشكل روتيني (6 ساعات أو أقل) يترك الجسم دون الموارد التي يحتاجها ليعمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى حدوث التهابات جديدة وتفاقم الالتهابات الموجودة.
تناول الأطعمة الصديقة للأمعاء
إن تعزيز حاجز الميكروبات في الأمعاء أمر ضروري لتقليل الالتهاب لأنه يمكن أن يمنع المهيجات المستقبلية من التسلل عبر جدار الأمعاء إلى مجرى الدم. للقيام بذلك، حاول دمج الأطعمة المخمرة أو التي تحتوي على بكتيرية حية نشطة كل يوم مثل الزبادي أو مخلل الملفوف أو الكومبوتشا أو ميسو أو الكيمتشي.
التخلص من التوتر
بقدر ما نريد التركيز بشكل صارم على الطعام والتمارين الرياضية لفقدان الوزن، فإن الصحة العقلية والنفسية مهمة بنفس القدر لأن الالتهاب الخفيف لن يختفي إذا استمرت مستويات التوتر في الارتفاع بشكل مستمر. إن إيجاد طريقة للهروب من هذا التوتر – مثل ممارسة اليوجا أو التأمل أو المشي لمدة 10 دقائق يوميًا – يوفر راحة سريعة نفسياً وتأثيرات مضادة للالتهابات فسيولوجيا. إذا كان التوتر مشكلة يومية كبيرة جدًا، فإن تعلم كيفية إدارته والتكيف عندما يحدث هو المفتاح لعدم إثارة التهاب جديد أو تفاقم الالتهاب الحالي.
كلمة أخيرة من موقع الشامل
تزداد الالتهابات مع زيادة الوزن، مما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين ومقاومة اللبتين. لذا، إذا كنت تبحث عن إنقاص الوزن، فإن تقليل الالتهابات هو المفتاح. يمكنك القيام بذلك عن طريق تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة، وتناول المزيد من الأطعمة المضادة للالتهابات، والحصول على قسط كافٍ من النوم وتقليل مستويات التوتر. كما أن تقليل كمية الالتهابات في جسمك سيقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والسكري.