التهاب المهبل البكتيري (BV) هو عدوى مهبلية شائعة مرتبطة بفرط نمو البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في المهبل. يمكن أن يسبب حكة أو حرقة في المهبل. إذا كنتِ تعتقدين أنكِ مصابة بالتهاب المهبل الجرثومي او البكتيري – أو تعانين من أي حكة مهبلية أو إفرازات أو رائحة غير عادية – فراجعي دائماً مقدم الرعاية الصحية.
لن تظهر أعراض التهاب المهبل البكتيري على معظم النساء، مما يجعل من الصعب تشخيصه. إليك كل ما تحتاجين معرفته عن هذه العدوى، بالإضافة إلى طريقة العلاج.
أقسام المقالة
ما الذي يسبب التهاب المهبل البكتيري؟
في الظروف العادية، يحتوي المهبل الصحي على توازن من البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة. يحدث التهاب المهبل البكتيري عندما يكون هناك نمو مفرط للبكتيريا الموجودة عادةً في المهبل، مما يخل بتوازن البكتيريا ”النافعة“ و”الضارة“. وهذا يجعل المهبل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية1 والخميرة والأمراض المنقولة جنسيا.
تحافظ البكتيريا ”النافعة“ المنتجة لحمض اللاكتيك على بيئة المهبل حمضية2 في الغالب، وهو جو غير مثالي لتكاثر البكتيريا ”الضارة“ التي تؤدي إلى العدوى. ولكن عندما يتواجد المزيد من البكتيريا الضارة في المهبل – أو عندما يتم القضاء على البكتيريا النافعة – يمكن أن تسيطر البكتيريا الضارة وتسبب التهابات.
إقرأ أيضا:ما يجب معرفته عن التهاب المهبل الضموري (ضمور المهبل)عوامل الخطر
لا يعتبر التهاب المهبل البكتيري من الأمراض المنقولة جنسيا، ومع ذلك، فإن هذه الحالة أكثر شيوعا لدى الأشخاص النشطين جنسيا. يمكن لبعض السلوكيات أيضا أن تتسبب في التخلص من بكتيريا المهبل النافعة وزيادة خطر الإصابة مثل:
- وجود شركاء جنسيين متعددين أو جدد
- عدم استخدام الواقي الذكري أو الوسائل العازلة الأخرى
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يتأثر الأشخاص ذوو البشرة الملونة أيضا بشكل غير متناسب بالتهاب المهبل البكتيري.
أعراض التهاب المهبل البكتيري
تظهر الأعراض على 16% فقط من الأشخاص المصابين بالتهاب المهبل الجرثومي أو البكتيري. فيما يلي بعض علامات وأعراض التهاب المهبل البكتيري:
- الحكة أو الحرقان داخل المهبل: يمكن أن تؤدي العدوى الى شعور غير مريح3. قد تشعرين بحكة في المهبل لأن الالتهاب ينشط مستقبلات الحكة. وقد تشعرين أيضا بحرقان مؤلم لأن الالتهاب يهيج أنسجة المهبل.
- الحكة حول الجزء الخارجي من المهبل: على الرغم من أنها أقل شيوعا، إلا أنك قد تشعرين أيضا بالحكة خارج فتحة المهبل.
- إفرازات رقيقة أو بيضاء أو رمادية اللون: تعتبر الإفرازات المهبلية غير العادية واحدة من أكثر خصائص و أعراض التهاب المهبل البكتيري شيوعا. من المحتمل أن يكون اللون الأبيض أو الرمادي ناتجا عن فرط نمو البكتيريا “السيئة” (Gardnerella4 Vaginalis) التي تنمو في بقع رمادية صغيرة.
- رائحة مريبة، خاصة بعد ممارسة الجنس: تميل المصابات بالتهاب المهبل BV إلى وجود مستويات عالية من تريميثيلامين في إفرازاتهن المهبلية، وهو مركب كيميائي يجعل رائحة سوائل الجسم تشبه رائحة السمك الميت.
- حرقان أثناء التبول: يمكن للبكتيريا المسببة لالتهاب المهبل البكتيري أن تصيب المسالك البولية5 أيضا، مما يمنحك شعورا حارقا أثناء التبول. يمكن أن يؤدي انخفاض البكتيريا الجيدة إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية (UTI) والتهاب المهبل البكتيري في وقت واحد.
كيف يتم تشخيص التهاب المهبل البكتيري
يتم تشخيص التهاب المهبل البكتيري عادة من خلال الفحص البدني واختبار المسحة. أثناء الفحص، سيقوم مقدم الرعاية الصحية بفحص المهبل بحثا عن إفرازات مهبلية غير طبيعية ورائحة. وسوف يطرحون أيضا أسئلة حول الأعراض والتاريخ الجنسي لتحديد احتمالية الإصابة بالعدوى.
إقرأ أيضا:أفضل الأطعمة لصحة المهبلأثناء اختبار المسحة، يتم إدخال مسحة في المهبل لجمع العينات المهبلية، والتي يتم عرضها تحت المجهر بحثا عن الخلايا الدليلية، وهي خلايا مغطاة ببكتيريا تشير إلى الإصابة بالعدوى.
إذا ظهرت عليك علامات إفرازات المهبل والرائحة أثناء الفحص، فقد يستخدم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بدلاً من ذلك شريط الأس الهيدروجيني لاختبار حموضة المهبل.
علاج التهاب المهبل البكتيري
بعد التشخيص المؤكد، سيصف لكِ الطبيب المضادات الحيوية لعلاج العدوى.
من المهم أيضا إنهاء العلاج، حتى لو هدأت الأعراض، للتأكد من زوال العدوى. ستحتاجين إلى تجنب ممارسة الجنس حتى انتهاء العلاج. يعرضك عدم علاج العدوى لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو الولادة المبكرة جدا إذا كنتِ حاملا أو الإصابة بأمراض أخرى منقولة جنسيا مثل الكلاميديا و السيلان.
فيما يلي بعض الطرق التي يمكن للطبيب الخاص بكِ علاج التهاب المهبل البكتيري.
المضادات الحيوية عن طريق الفم
يتم تناول أقراص ميترونيدازول (فلاجيل) أو كليندامايسين (كليوسين) مرتين يوميا لمدة أسبوع واحد. قد يصف لك الطبيب أيضا تينيدازول (تينداماكس) مرة واحدة يوميا لمدة خمسة أيام أو مرة واحدة يوميا لمدة يومين. كما يوصي بعض مقدمي الرعاية الصحية أيضا بدواء سيكنيدازول (سولوسيك)، وهو جرعة واحدة تأتي على شكل حبيبات أو أقراص صغيرة تؤخذ عن طريق الفم.
إقرأ أيضا:أفضل الأطعمة لصحة المهبلقد تسبب جميع هذه الأدوية آثارا جانبية مثل مشاكل في الجهاز الهضمي والغثيان، ويمكن أن يسبب الكليندامايسين التهابات الخميرة المهبلية. كما لا يُنصح بتناول تينيدازول وسكنيدازول للحامل.
مضادات حيوية على شكل جل أو كريم داخل المهبل
يتوفر الميترونيدازول والكليندامايسين أيضًا في شكل جل أو كريم يتم إدخاله في المهبل. يتم استخدامه يوميا لمدة سبعة أيام. كما تتوفر بعض التركيبات أيضًا بجرعة واحدة. هذه المواد الهلامية أو الكريمات لها آثار جانبية أقل من المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم ولكن يمكن أن تسبب تهيج المهبل.
المضادات الحيوية وتحاميل حمض البوريك
قد يوصي بعض الأطباء بمزيج من المضادات الحيوية وتحاميل حمض البوريك لعلاج أو منع عدوى التهاب المهبل الجرثومي6 المتكررة.
ومع ذلك، لا يوجد دليل قوي على أن تناول حمض البوريك وحده يعالج التهاب المهبل الجرثومي. قد تسبب تحاميل حمض البوريك أيضا تهيجا مهبليا خفيفا وليست آمنة للاستخدام إذا كنتِ حامل.
ذات صلة: كل ما يجب معرفته عن التهاب المهبل الضموري (ضمور المهبل)
الوقاية
على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق للإصابة بالتهاب المهبل البكتيري، إلا أن هناك تدابير وقائية يمكنك اتخاذها لتقليل احتمالات الإصابة بالعدوى. على الرغم من أنها لا تعتبر عدوى منقولة جنسيا، إلا أن النشاط الجنسي هو أحد عوامل الخطر الأكثر شيوعا.
للمساعدة في منع الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري في المستقبل، يقترح مركز السيطرة على الأمراض (CDC) تقليل عدد شركائك الجنسيين إلى الحد الأدنى، وتجنب استخدام منتجات الغسل، واستخدام الواقي الذكري (والحواجز الوقائية الأخرى) لتجنب تبادل البكتيريا.
[1]
