قد يكون لدى الأشخاص مجموعة من الدوافع التي تدفعهم إلى الرغبة في ممارسة الرياضة. يمكن أن تعمل التمارين الرياضية على تحسين الصحة البدنية، وتقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من الأمراض (بما في ذلك السرطان)، وتوفر شعورًا بالهدف. قد يمارس بعض الأشخاص أيضًا التمارين الرياضية لأنها يمكن أن ترتبط بتعزيز الحالة المزاجية بشكل عام.
ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من الاكتئاب عندما يمارسون التمارين الرياضية بالإضافة الى انخفاض مستويات مزاجهم، مما قد يؤدي إلى الحزن أو أفكار اليأس المرتبطة عادةً بالاكتئاب. قد يساعدك معرفة المزيد عن مجموعة التأثيرات المزاجية المحتملة للتمارين الرياضية على فهم أفضل لسبب عدم شعورك بالتحسن عند ممارسة التمارين الرياضية وكيفية تعديل الموقف لجني المزيد من الفوائد المزاجية.
الأسباب المحتملة للاكتئاب بعد ممارسة الرياضة
من المهم ملاحظة أن الاكتئاب بعد التمرين ليس مرضًا عقليًا مدرجًا في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5). ومع ذلك، قد يستخدم هذا المصطلح في الثقافة الشعبية لوصف الشعور بالحزن أو الكآبة أو الضيق بعد التمرين.
قد تكون هناك أسباب مختلفة للحزن أو الاكتئاب بعد التمرين أو المشاركة في النشاط البدني والتمارين الرياضية. يمكن أن تكون الصحة البدنية والعقلية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا؛ ما يؤثر على جسمك قد يؤثر أيضًا على عقلك ومزاجك. فيما يلي بعض هذه الأسباب المحتملة.
1. عدم تناول كمية كافية من الطعام
قد يكون انخفاض الحالة المزاجية بعد التمرين بسبب عدم كفاية الطاقة لجهودك. إذا كنت تمارس الرياضة أكثر مما اعتدت عليه أو بطريقة مختلفة، فقد تحتاج أنماط الأكل الخاصة بك إلى التغيير لمواكبة مستويات نشاطك الجديدة. إذا لم تزود نفسك بمزيد من الطعام، فقد تعاني من انهيار الطاقة بعد التمرين، مما يسبب التعب وربما يتدهور مزاجك.
قد تكون خطوتك الأولى في معالجة حالة الحزن بعد التمرين هي التخطيط للتمرين التالي والتأكد من تناول طعام جوهري قبل بدء التمرين. ومع ذلك، تجنب الأطعمة الثقيلة جدًا، فقد تشعر بالغثيان أو التقلصات أثناء ممارسة التمارين الرياضية، خاصة إذا كنت تمارس تمارين القلب والأوعية الدموية. قد تكون الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والبروتينات والدهون الطبيعية مفيدة. بالإضافة إلى ذلك، تأكد من حصولك على ترطيب كافٍ من خلال شرب كميات الماء الموصى بها لوزنك وطولك.
2. التوقعات غير الواقعية
إذا كنت تشعر بالاكتئاب أو التعاسة بعد ممارسة الرياضة، فقد يكون من المفيد أن تسأل نفسك عما تأمل تحقيقه من خلال ممارسة الرياضة. فيما يلي قائمة بالأسباب التي قد تدفع الناس إلى اتباع برنامج تمارين رياضية:
- لتحقيق نمط حياة أكثر صحة
- لإدارة الوزن
- لبناء العضلات
- لتحقيق شكل معين أو “مظهر” معين
- للتدريب على هدف، مثل الركض في ماراثون أو الانضمام إلى فريق كرة القدم
- للشعور بالقوة
- لتخفيف التوتر
- لتحسين الصحة العقلية
- لزيادة الطاقة
- لإصلاح مشاكل النوم
قد يكون من المفيد أيضًا النظر عن كثب إلى الدافع الأساسي وراء هدفك. هل هدفك في إنقاص الوزن يتعلق بالرقم الموجود على الميزان؟ أم يتعلق بإجراء تغيير إيجابي واستباقي في حياتك؟ قد يساعد إعادة صياغة هدفك في التغلب على عدم توافق التوقعات.
طريقة أخرى لإعادة صياغة جهودك هي محاولة التركيز على ما أنجزته بدلاً من ما لم تحققه. هل يمكنك الركض لفترة أطول مما اعتدت أن تكون قادرًا عليه؟ هل تستطيع تحقيق وضعية يوغا لم تستطع القيام بها من قبل؟ هل ترفع مجموعة أثقال أثقل؟
3. التوتر المفرط
غالبًا ما يمارس الناس الرياضة لتخفيف التوتر، لذا قد يرتبك البعض بشأن كيفية تفاقمه بسبب ممارسة الرياضة. يمكن أن يكون النشاط البدني وسيلة صحية لتقليل مستويات التوتر أو تأثير التوتر على جسمك وعقلك. ومع ذلك، في المواقف التي تنطوي على توتر شديد أو مزمن، قد يتم دفع أدائك العقلي والجسدي إلى أقصى حد، وقد يؤدي التمرين إلى إرهاق موارد جسمك المحدودة بالفعل.
قد يعتقد بعض الناس أن التوتر والاكتئاب حالتان منفصلتان، لكن التوتر، وخاصة التوتر المزمن، يمكن أن يزيد من خطر الاكتئاب ويجعل أعراض الاكتئاب التالية أسوأ
- التغيرات في دورة نومك، سواء الأرق أو فرط النوم
- زيادة التعب
- تكثيف المشاعر السلبية، مثل القلق أو الحزن (يمكن أن يكون سببه الإفراط في إنتاج الكورتيزول، “هرمون التوتر”)
قد تكون بعض التمارين أفضل من غيرها في تقليل التوتر بدلاً من زيادته. إذا كنت تمر بفترة مرهقة بشكل خاص في حياتك ولاحظت أن ممارسة التمارين الرياضية تجعل التوتر أسوأ بدلاً من تخفيفه، فقد ترغب في التحول مؤقتًا من التمارين عالية الكثافة إلى خيار أكثر استرخاءً، مثل اليوجا أو التاي تشي أو تشي غونغ أو المشي أو التمدد.
4. الإفراط في التدريب
إن الإفراط في التدريب قد يؤدي إلى ظهور أعراض يطلق عليها “متلازمة الإفراط في التدريب”. قد تكون متلازمة الإفراط في التدريب أكثر احتمالية للحدوث لدى شخص يتدرب من أجل هدف معين، وخاصة إذا كان لديه علامات يأمل في تحقيقها في السعي لتحقيق هذا الهدف.
قد تتداخل بعض أعراض متلازمة الإفراط في التدريب مع أعراض الاكتئاب، بما في ذلك:
- التوتر
- التعب
- الارتباك
- فقدان الطاقة
- انخفاض الدافع
- الشعور باليأس أو الحزن
يمكن أن تؤدي متلازمة الإفراط في التدريب إلى حلقة مفرغة حيث يلوم الشخص نفسه لعدم أدائه كما يريد ويدفع نفسه بقوة أكبر، وبالتالي غالبًا ما يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراضه وتدهور أدائه بشكل أكبر نتيجة لذلك.
إذا كنت قلقًا من أنك قد تعاني من متلازمة الإفراط في التدريب، فقد يكون جدولة جلسات مع مدرب شخصي معتمد مفيدًا. يمكن أن يساعدك متخصص التمرين في تقييم ممارساتك الحالية للتمرين والعمل معك لتطوير روتين تمرين يتمتع بأقصى قدر من الكفاءة والفعالية ويرشدك نحو أهدافك دون الإضرار بصحتك الجسدية أو العقلية في هذه العملية.
5. الحالات الصحية العقلية الموجودة
إذا قمت بتعديل جوانب أخرى من روتين التمرين وموقفك تجاه ممارسة الرياضة، ولكنك لا تزال لا تشعر بحالة جيدة بعد بذل مجهود بدني، فقد يكون ذلك علامة على وجود حالة صحية عقلية. ومع ذلك، لاحظ أن أعراض الاكتئاب غالبًا ما يجب أن تستمر لمدة أسبوعين أو أكثر حتى يتم تشخيصها.
يمكن أن تؤدي التمارين الرياضية الهوائية، وتدريبات القوة، وتحفيز القلب والأوعية الدموية، وأشكال أخرى من التمرين إلى إطلاق الإندورفين، وهو أحد “هرمونات الشعور بالسعادة” في الجسم. إذا شعرت بسوء بعد ممارسة الرياضة، بدلاً من الشعور بتحسن، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود تحدٍ صحي عقلي أكثر أهمية، مثل الاكتئاب أو القلق.
إذا كنت تعاني من الاكتئاب بعد ممارسة الرياضة، فتحدث إلى أخصائي الصحة العقلية لمعرفة ما إذا كنت تعاني من أحد الاضطرابات الاكتئابية التالية:
- اضطراب الاكتئاب الشديد (الحالة التي يشير إليها معظم الأشخاص عندما يستخدمون مصطلح “الاكتئاب”)
- اضطراب تقلبات المزاج التخريبية
- اضطراب الاكتئاب المستمر (الذي كان يسمى سابقًا الاكتئاب المزمن)
- اضطراب ما قبل الحيض
- اكتئاب ما بعد الولادة
يمكن علاج الاضطرابات الاكتئابية، ومن الممكن حدوث تغيير في حالتك العقلية. يمكن للمعالج مساعدتك في تقييم ما إذا كنت تستوفي معايير اضطراب الاكتئاب وكيفية تحديد الخطوات التالية للعلاج.
كلمة أخيرة من الشامل
هناك أسباب متعددة قد تؤدي إلى تدهور حالتك المزاجية أو شعورك بالاكتئاب بسبب ممارسة الرياضة، بما في ذلك نقص السعرات الحرارية المناسبة، ومستويات التوتر المرتفعة مسبقًا، والإجهاد المحتمل، والتوقعات غير المتوافقة، والحالات الصحية العقلية الأساسية. يمكن أن يكون التحدث إلى معالج طريقة مفيدة لتقييم وضعك الحالي في ممارسة الرياضة وتحديد ما قد يسبب لك مزاجًا مكتئبًا بعد ممارسة الرياضة. فكر في الاتصال بمتخصص عبر الإنترنت أو في منطقتك للبدء.